بالشراكة مع جمعية لقاء المكان و الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد و المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية و الإجتماعية, نظمت اليوم السبت 26 أوت 2017 ندوة فكرية في إطار فعاليات لقاء المكان لفن الحاضر حول ظاهرة الحرقة و إرتباطها بشبكات الفساد.
إفتتح النقاش الأستاذ شوقي عبد الناظر عن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد, مبينا أن عملية “الحرقة” هي ظاهرة إنطلقت من تجارب فردية و تطورت لتصبح شبكات هجرة سرية, تدر هذه العمليات أموالا طائلة على منظميها, حيث يتم إغراء الشباب بمستقبل أحسن مما يعيشونه حاليا في تونس خاصة على المستوى المادي. عمليى الإستقطاب تكون سهلة خاصة عندما يجد الشاب نفسه عاطل عن العمل و لا تتوفر له واسطة من مستوى معين أو أموالا خيالية تخةل له الحصول على عمل بشركة أو إدارة في المجال الذي زاول فيه دراسته. و هو ما يولد لدى “الحارق” نوع من الحقد على البلاد و على الوضع العام المعيش بها. أضاف محدثنا قائلا أنه من الواضح إرتباط هذه الشبكات بالبعض من أجهزة الدولة التي تحتوي على عدد من عديمي الإنسانية و الوطنية و يسمحون لمثل العمليات بالمرور. بين شوقي عبد الناظر أيضا أن الرشوة في هذا الميدان تصتف إلى نوعين و هما “رشوة المسك و رشوة الترك” فالأولى تتمثل في دفع الاموال لتسليم السلع أو البشر و الثانية هي دفع مبالغ معينة لتوفير معلومة وقت خلو الحدود من الحراسة للمهرب. ختم عبد الناظر مداخلته قائلا: يتنزل عمل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في القضاء على الوصولية و الرشوة, لذلك فكر الساهرين على عمل الهيئة في التواصل مع المواطن و الدولة و جميع الفاعلين بالمحتمع كما الفنانين أيضا حتى يساهموا بأعمالهم الفنية في توعية الشباب المستهدف بترك هذه الأفكار الهدامة.
من جهة أخرى تدخل رمضان بن عمر عن المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية و الإجتماعية ليتحدث عن عمل دراسة قام بها المنتدى في جانفي 2017 حول الشباب و الهجرة غير النظامية في تونس : دراسة ميدانية للتمثلات الإجتماعية و الممارسات و الإنتظارات. حيث لوحظ أن الشباب التونسي يعيش حالة إحباط بعد 5 سنوات من الثورة و هو ما شجعهم على الهجرة الغير النظامية. يتلقى 60.5% من الشباب “الحارقين” الدعم المادي من طرف العائلة إذ يتحمس العديد منهم للهجرة الغير النظامية خاصة إظا كانت لديهم علئلة قاطنة بالخارج. من الملاحظ أن بعد الثورة لم تتحسن سوى وضعية 21% من حاملي الشهادات العليا الذين كانوا يفكرون في “الحرقة” قبل 2011. من الأسباب الأخرى التي تدفع بالشباب للهروب هي تدهور حالتهم الإجتماعية التي تنجر عنها إقتراف العديد منهم العديد من الجرائم كإستهلاك المخدرات و ممارسة النشل و الرذيلة مما يتسبب في تصدع علاقتهم مع الأمن و العائلة و في العديد من الأحيان مع المجتمع عامة.
تحدثت ريم بو عروش عن “عملية البحث و الإنقاذ في مياه البحر الأبيض المتوسط” التي تقوم بها “SOS MEDITERRANNEE” بالتعاون مع منظمة أطباء بلا حدود على متن باخرة l’aquarus قرب الحدود الإيطالية لمساعدة التائهين بالقرب من المياه الإقليمية الإيطالية, إذ يتم البحث عنهم بإستعمال معدات تعد متطورة على التي تستعملها السلط الأمنية. إذ يقوم الفريق القائم على sos méditerranée بنقلهم على متن قوارب الإنقاذ إلى باخرة l’aquarus حتى يتلقو الاسعافات اللازمة من طرف أطباء منظمة “أطباء بلا حدود” يتم فيما بعد تأطيرهم نفسيا خاصة و أن عدد كبير منهم كانوا قدموا من دول إفرقيا الجنوبية نحو ليبيا في نية العبور الغير الشرعي لإيطاليا. عند الرسّو بالميناء الإيطالي يتم توجيه كل واحد منهم نحو جمعية أو منطمة إيطالية أو حتى وزارة الصحة كل حسب وضعيته الصحية و النفسية.