تنظم جمعية المكان, الدورة الثالثة لقاء المكان الدولي لفن الحاضر, بجرجيس من 20 إلى 30 أوت الجاري. هي تظاهرة فريدة من نوعها سنتها الجمعية منذ 3 سنوات حيث إنتظم اللقاء الاول من 3 إلى 13 أوت 2015 بالمعهد العالي للدراسات السياحية بسيدي الظريف بتونس العاصمة. صدر في مارس 2016 إعلان ولادة لقاء جمعية المكان الدولي و إنتظمت الدورة الثانية للقاء من 28 أوت إلى 6 سبتمبر 2016 بقفصة بالجنوب الشرقي. الفكرة الأساسية للجمعية هي تنظيم اللقاء كل سنة بمكان للقاء فننانيه و مثقفيه قصد التفاعل مع خصائص المكان ضمن روح التبادل.
تفعيل دور الفن في علاقته بالخصائص الإجتماعية و البيئية و التراثية و الثقافية في الجهات الداخلية, هو من أهم أهداف جمعية المكان. تقمص أعضاء الجمعية رداء الرحّل حتى يتسنى لهم التجول في ربوع تونس و وضع الرحال كل سنة في واحدة من مدنها الساحرة.
يتميز برنامج الدورة الثالثة بتكريم الفنان محمد مطيمط (1938-2011) الذي حفظ الذاكرة و رسم ما ترسب من ذكريات البحر و الفروسية. لقاء المكان يكرمه في دورته الثالثة في مسقط رأسه جرجيس التي لم تغادره و لم يغادرها. أيضا لتدوين المهرجان سيقوم المخرج عبد الله الشامخ بتصوير مختلف حلقات البرنامج التي ستنتظم بمختلف المحطات الهامة بجرجيس, حيث تمت برمجة زيارة لمتحف ذاكرة البحر الذي يقع على الطريق المؤدي لمنطقة السويحل هو متحف خاص يجمع فيه محسن الهيذب ما لفظه البحر و ما أرسى على شواطئه, من بقايا قوارب الموت و حطام المراكب. تؤثث البرنامج أيضا مجموعة من الورشات الفنية أهمها ورشة المراكب الورقية أو فن طي الورق الياباني “الاوريجامي” و هو فن طي الورق منظ القدم في التقاليد اليابانية, مع الوقت تطور كفن قائم بذاته. يشرف على هذه الورشة المخصصة للأطفال الفنان التشكيلي حسين مصدق.
لم يفوت منظمو المهرجان الفرصة للتطرق لبعض المشاكل الإجتماعية التي لها تأثير مباشر على الحياة العامة للمحتمع الجرجيسي من خلال عقد ندوة فكرية حول ظاهرة الحرقة و إرتباطها بشبكات الفساد المنظم, تعد من المواضيع الحارقة, و قد تم إقتراحها لتكون موضوع ندوة فكرية في إطار شراكة بين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد و جمعية المكان لفن الحاضر. ستنتظم الندوة يوم الخميس 24 أوت 2017 بنزل جكتيس و ستتضمن مداخلة بإسم المنتدى الاقتصادي و الاجتماعي يتم فيها عرض دراسة تخص الرغبة في الهجرة لدى الشباب و شبكات الهجرة غير النظامية.
سيتم أيضا إستضافة الباحث و محافظ متحف كازا دي لاس كاديناس, فهو مسؤول على الموروث الثقافي (صور, رسائل, جذاذات, وثائق, كاتالوجات) العائدة لعائلة بيبو و عبدول, عبدول هو فنان تشكيلي تونسي المنشأ سافر للدراسة بإنجلترا, ثم حط بباريس ليلتقي العديد من الفنانين التشكيليين, ثم تعرف على الرسامة الانكليزية بيبو و تزوجا, و بعد مماته تبرعت بيبو بجميع أعمالهما إلى بلدية فيلا جيلا ريو الإسبانية أين عاش الزوجين.