ذهولٌ فكري، ينتاب مَن يقفُ أمام أول مطبعة دخلت الى الوطن العربي، فتبدو شامخةً وشاهداً على تاريخٍ طُبعت حروفهِ من فوق ألواحها الحديدية التي سُكبت من عَظمة تتجلى وتطغى على المكان، فحافظت على التراث العربي من الإندثار ، لهذا فهي تقفُ حالياً بكبرياءٍ في متحف دير مار أنطونيوس- قزحيّا / شمال لبنان ،وبجانبها الأدوات المساندة التي يبدو عليها آثار من كانوا يطبعون الحرف على الورق الذي كان يصنع من عسف النخيل زمن الرشيد ، إذ كان العرب ينسخون، والاوروبيون يطبعون، بفضل الألماني “يوحنا غوتنبرغ” الذي اخترع المطبعة منتصف القرن الخامس عشر، وكانت نقطة تحول تاريخية في نهوض اوروبا، والعالم لاحقاً . وكان الاستعمار العثماني الذي إجتاح المنطقة العربية قد سمح بدخول هذه المطبعة المرفقة بالصورة عام 1610م ، شرط أن يتم طباعة ما يتعلق بالامور الدينية فقط وعدم طباعة ما يمكن ان يرفع الوعي السياسي والثقافي لدى الناس آنذاك . من صفحة زياد محمود الشخابنة.