لم تستخدم قوى الإسلام السياسى سلاحًا أشد فتكًا وضراوة من الحجاب للهيمنة على المجتمع بجميع أطيافه، حتى أنهم لم يكتفوا بإقناع البالغين بفرضيته الدينية، وإنما تطاولوا بكل وحشية على طفولة الصغيرات وبراءتهن، وقيدوهن منذ نعومة أظافرهن بقماش يحجب عنهن نور الشمس ومداعبة الهواء وانتعاش الماء، وهو ما تراه متجسدًا فى صغيرات الأرياف والمناطق الفقيرة داخل البلاد و هذا المشهد سبق وصول الإخوان المسلمين الي الحكم في تونس بل كان المنهج المعتمد منذ 2005 و بدايه تصالح نظام بن علي مع قيادات النهضه و مساعده اليسار لهم التواجد في الساحه أمام تهرم النظام و استشراء الفساد سنوات 2008 و 2009 هي المطبخ الحقيقي الذي أعد فيه الإخوان كل شيء وواكتسح الخرق الجامعات و المعاهد بعد 14 جانفي أصبح المشهد مألوف و دون حدود نري بل مزايدات في الأمر وتصاميم للخرق نري هؤلاء الصغيرات فائقات الجمال يرتدين حجابًا لا مبرر له أبدًا سوى إجبارهن على الخضوع منذ الصغر تمهيدًا للقهر والإكراه فى الكبر! سيناريو كامل لحرمان طفوله من العيش و الحلم أن تمتلك حريةً تجعلها صاحبة القرار الوحيد فى مصير شعرها الذى تخبرها فطرتها أنه تاج جمالها ويخبرها الشيخ الملتحى فى الكتاب ومدرس الدين فى الفصل أنه عورة وفتنة! أى فتنة يا قوم فى شعر طفلة صغيرة لا هم لها إلا أن تلعب وتلهو مع رفيقاتها بالدمى بل وربما بالتراب؟ متى استوحشتم هكذا وقمعتم إنسانيتكم وفطرتكم بقيود لم تطيقوها ولكن سمحتم لأنفسكم أن تجبروا فتاة صغيرة على التقيد بها مدى الحياة، هل يطيق رجل فيكم أن يغطى شعره لمدة تزيد على عشر ساعات يوميًا وربما أكثر؟أو أن الرجل التونسي حداثي في الخارج و رجعي في باطنه هل يطيق أحدكم أن يتقيد بملابس سميكة وقاتمة وكئيبة فى جو حار ورطب؟ هل يستطيع فرد منكم أن يتخلى عن غريزته الطبيعية فى الميل لجذب انتباه الناس وإعجابهم؟ وأن يخرج من بيته بوجه شاحب وملابس مهلهلة؟ هل يتحمل أحدكم رائحة عرقه وتأفف الناس منه فى سبيل ألا يتعطر وألا يعتبرونه زانيًا وهو لم يرتكب ذنبًا إلا أنه كان يحافظ على نظافته الشخصية؟. يخطط لطفولتنا جحيم حقيقي و سيناريو اخواني حقيقي اصبحنا نفقد الأمل في الجيل القادم