
بداية استسمح أعوان الأمن عن استخدام عبارة ” بوليس ” لما تنطوي عليه من معان مستهجنة بدءا من معجمها الفرنسي الذي يذكر بالاستعمار والقهر والإذلال وانتهاء بطبقات متراكمة من معان اخر يصبّ أغلبها في السلبي .
ذات صباح من زمن بعيد بدأ في التلاشي من الذاكرة ولا تمسك بعضا من شذراته غير بقايا أحزان معتّقة تأبى أن تزول ، قدت سيّارتي في اتجاه الولاية المجاورة للمشاركة في إصلاح امتحان البكالوريا وفي الطريق استوقفني عون أمن يبدو انه لم يكن في الخدمة واستأذنني في نقله الى مركز الولاية التي أقصدها فرحّبت به وجلس الى جانبي وأخذنا الطريق الى غايتنا وأخذنا نتبادل حديثا روتينيا وكان يعرفني وكنت كذلك وفي غضون ذلك انقدح في ذهني سؤال شيطاني فسألته : هل بإمكانه ان ينسى للحظة أنه ليس بوليسا فأجاب بالنفي.
فشكرته على ذلك وران صمت ثقيل على ما بقي من زمن الرحلة وتناسى بعضنا الاخر الى حين وصولنا الى المكان المعلوم وذهب كل منّا الى غايته .
مصبـــــاح شنيـــــب