
في سنة 2013 بلغ الغضب مداه في جهة تطاوين جراء عدم إدراج شعب علمية جاذبة يمكن توجيه الطلبة اليها من داخل الجمهورية لإعمار مركب جامعي ضخم صرفت الدولة لتشييده المليارات وظل فارغا لا يؤمّه إلا نزر يسير من الطلبة في اختصاصات لا تفضي الى تشغيل محتمل. تشكّل انذاك وفد قاده السيد والي تطاوين الى وزارة التعليم العالي حيث دار النقاش حول ضرورة التأسيس لنواة جامعية جاذبة تجعل الطلبة يتوافدون عليها فتتأسس شيئا فشيئا تقاليد جامعية في الجهة ويتحقق بذلك شيء من الإنصاف في تركيز مؤسسات التعليم العالي في مختلف الولايات. اقترح وزير التعليم العالي انذاك إنشاء معهد للبترول في تطاوين على غرار ما هو موجود في جل دول العالم. كان الاقتراح وجيها قبل به الجميع وتشكّلت لجنة للغرض بغاية بعث هذا المعهد اسندت رئاستها الى السيدة نجلاء بن رمضان المستشارة الأولى بالوزارة وانطلقت اجتماعات ماراطونية مع ذوي الاختصاص في الميدان بدءا بالمؤسسة الوطنية للأنشطة البترولية ووكالة التحكم في الطاقة والشركة التونسية للكهرباء والغاز وشركات المهندسين وختم الأمر بتحرير وثيقة علمية حول المشروع. وتولى السيد وزير التعليم العالي الأسبق خلال زيارته الى السعودية عرضها على انظار المسؤولين وتولت جامعة الظهران متابعة هذا المشروع اذ كلفت وفدا من خبرائها لزيارة الجهة والاطلاع على الفضاء المخصص لاحتضان المعهد ” المركب الجامعي بتطاوين ” كما أدى الوفد زيارة الى المنشات النفطية بحقل بن ترتار حصل هذا ذلك سنة 2018 … بعد هذا الجهد الذي استغرق عاما كاملا لإعداد دراسة الجدوى من بعث هذا المشروع وبعد عرضه على دولة شقيقة لتمويله ” السعودية ” .. اندلعت حرب اليمن التي استأثرت باهتمام المملكة وتوقف مسار التعاون في هذا المجال ولم تبذل الوزارة بعد ذلك جهدا يذكر للبحث عن ممول جديد له وأخذ المشروع مكانه في رفوف الوزارة. خلال تدارس هذا المشروع تم التعرّض الى ضرورة وضعه تحت إشراف مزدوج لوزارتي التعليم العالي ووزارة الطاقة وهو امر بالغ الأهمية من جهة علاقته بالوزارتين. في الحكومة المشكّلة حديثا تم تكليف وزيرة مسؤولة لدى رئيس الحكومة بالمشاريع الكبرى . انشاء قطب تميز مندمج للبترول والغاز والطاقات المتجددة يمكن أن يكون واحدا من المشاريع الكبرى التي تنجزها حكومة السيد إلياس الفخفاخ .. لكن يتعيّن قبل ذلك إعادة هذا المشروع الى الحياة ووضعه على الطاولة من جديد لاستثمار مجهود شاركت فيه كفاءات تونسية من ذوي الاختصاص وتحتاجه الجهة المقبلة على استثمارات عملاقة في مجال الغاز والطاقات المتجددة. نرجو من وزارة التعليم العالي ومن الوزير شخصيا السيد سليم شورة الذي أشرف وقتها على تنسيق اجتماعات ذات علاقة بهذا الموضوع خلال المهام العائدة اليه بالنظر صلب وزارة التعليم العالي إحياء هذا المشروع والاستمرار في البحث عن ممولين له كما ان السيد عبد المجيد بن عمارة المدير الحالي للتعليم العالي كان حاضرا ومساهما في كل اللقاءات التي عقدتها اللجنة، فهو الاخر يمكن ان يساعد كثيرا في هذا المجال. التعاون مع وزارة الطاقة والانتقال الطاقي بات امرا ضروريا ونرجو من السيد الوزيرمنجي مرزوق ان يولي هذا المشروع ما يستحق من العناية لا سيما وبعض الإدارات التابعة لوزارته كانت في صدارة المهتمين به نرجو كذلك من السيد والي تطاوين تذكير المسؤولين في المركز بالعودة الى الاشتغال على هذا المشروع مجددا باعتباره مشروعا حيويا ستستفيد منه تونس بأكملها.