
هذه الجملة المقتبسة من مقامة ” المضيرة ” لبديع الزمـان الهمذاني تظل مثقلة بالدلالة ليس في السياق الذي وردت ضمنه وإنما في كل تصاريف الحياة ولعل أبلـغ ما يمكن أن تنسحب عليه هذه الجملة بما تثيره من مشـاعر القلق والانتظار ومن ترهات الاكتفاء بالشكل والزخرف بديلا عن المضمون هو حال مدارسنا وبعض معاهدنا التي استوت صروحا جميلة زاهية بالوانها قشيبة بأحجارها المنحوتــــة وزرابيها المبثوثة وهذا في حد ذاته ليس أمرا هينا متى علمنا أن هذه المؤسسات قد سرى اليها الخراب وبات بعضها اوكارا للعنف والسلوكات غير الحميدة غير أن الشكل غير مستطيع مهما زها وسطع أن يعوض عن المضمون الذي تشكله الموارد البشرية صلب المؤسسة فتهندس به العقول وتؤسس لأخـلاق البذل والعطاء بعيدا عن السمسرة والمضاربة وسياسة انفاق الجهد قطرة قطرة…..
ما يزال يتعين علينا أن نبذل قصارى الجهد لإكساب المدرسة ذلك المضمون المفقود وجعلهامرفقا منتجا للذكاء والعبقرية وليس ذلك بالهين في زمن مسكون بلهفة الغنم المادي على حساب كل القيم
مصبـــــــــاح شنيـــب