معتصمو OMV في غيهب النسيان

معتصمو OMV في غيهب النسيان

مصباح شنيب

انتدب عمال الأمس ومعتصمو اليوم من لدن شركات المناولة لبناء مشروع نوارة الغازي الضخم هذا المشروع الذي يعلق عليه التونسيون امالا عريضة لتحقيق الاكتفاء الغازي ويراهنون عليه بتسجيل نقطة إضافية في مؤشّر التنمية . العمال الذين كدحوا وشقوا وواجهوا رياح الصحراء و” شهيلها ” يجدون انفسهم خارج الطرح ويتم إشعارهم بأن مهامهم انتهت وعليهم العودة من حيث أتوا بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها. عمال المناولة” وكان الاتحاد العام التونسي للشغل ” قد زفّ الينا بشرى الإنهاء مع المناولة منذ الثورة السعيدة قطعا مع السمسرة في اليد العاملة وتكريسا لأخلاقية تحترم الكائن البشري وتجعله خارج نطاق السلعنة. لكن بين المنطوق والمفعول أبحر وجبال .عمّال المناولة وقد لوّحت رياح السموم بشرتهم ونالت من بشريتهم تهددهم الشركة الأم بل شرعت بعد في رفع قضية لدى وكيل الجمهورية لطردهم من صحرائهم … المصير الذي ينتظره عشرون عاملا هم رهن الاعتصام منذ 17 فيفري قبالة مبنى المحطة الغازية العملاقة التي رفعوا موادّ بنائها على أكتافهم على مدى اربع سنوات ذاقوا فيها طعم الاستقرار في الشغل. واليوم بعد انقضاء أزيد من شهرين على اعتصامهم ليس أمامهم الا غول البطالة فاغر فاه وفي الديار البعيدة أسر ستحل بها الحاجة الى الخبز والماء. انا لست أعالج المسألة من الناحية القانونية بل انظر الى الأمر من الزاوية الاجتماعية والأخلاقية لاسيما وهم لا يطلبون المن والسلوى بل يطلبون البقاء في الشغل الى حين يتم ترسيمهم وفيه عمال مختصون يصلحون لسد الثغرة في أكثر من مجال. مصير العمال لن يحله التقاضي والعدول المنفذون بل يحله التفاوض والسعي الجدي الى ايجاد حلول لهذا المشكل الاجتماعي والأخلاقي .. وارفع قولي هذا الى الشركة الأم التي كلفت المناولين الذين انتدبوا هؤلاء وتخلوا عنهم والى السلط الجهوية وبالأخص الى السيد وزير الصناعة والمناجم والانتقال الطاقي السيد منجي مرزوق لتدبر امر هؤلاء المهددين بحشرهم في مجرورة لشاحنة من الشاحنات تلقي بهم – لا قدر الله – على رصيف البطالة مصبـــــاح شنيـــــب