مصبــــــــــــــــــــاح شنيــــــب: ذكرى ثورة تونس المجيدة وذكرى تعليق تلفزي…..

mosbah مصباحلم يساورني الشك – يوما – في كون ما عرفته تونس يوم 14 جانفي 20111 هو دون الثورة او فوقها او تحتها ولم أشكك مطلقا في أهميتها في التاريخ التونسي الراهن ولم اجرؤ ابدا على نعتها بثورة ” البرويطة ” بدافع التقليل من شأنها وتضخيم انحرافاتها.
واشهد أني سعدت بها سعادة كبيرة وعملت بوسع جهدي على إنجاحها من موقعي المتواضع وما زلت أراهن عليها وانتظر منها كل الخير لتونس ومازلت اقاتل أعداءها بكل الوسائل السلمية التي لا أحسن غيرها.
لست بطبعي ثوريا بمعني إباحة كل ممنوع من أجل بسط نفوذ الثورة وإشاعة منطقها الدموي ولكني أرفض تزكية الظلم وتكريس الاختلال وأعشق الحرية وهي عندي في مقام أعلى من الخبز الذي يقيم الأود ويحفظ الحياة العزيزة.
يوم 133جانفي بعد فراغنا من دفن الشهيد نذير مؤمن في موكب مشهود وفي اخر عشي ألقى بن علي خطاب ” الفهم ” وكانت محاولته الأخيرة لاستمالة الشعب التونسي الثائر… وكانت تقاطيع صوته وتهدج نبرته كانت جميعها تشي بأنه بات يشعر بأن الدائرة تضيق عليه وأن مصيرا أسود يترقبه.
ومن غريب الاتفاقات أني دعيت مساء ذلك اليوم الى التعليق عليه في قناة الجزيرة وكنت أول تونسي يعلق عليه- كما أكد لي ذلك عدد من أصدقائي – وهو أمر لا استطيع تأكيده الى الان لأني لم أكن أمام التلفزة وقتها.
وما يهمني من كل ذلك أني علقت على خطاب بن علي بطريقة لم أخن بها نفسي ولا أحلام مواطنينا الأعزاء في التحرر من قبضة الظلم وأذكر جيدا أن الاتصالات تهاطلت علي لساعات من الداخل والخارج ولم تتوقف الا بتوقف هاتفي عن النبض بفعل فراغه من الشحن… تلقيت أكياسا من الشكر.. لكن ذلك لم يمنع بعض المنافقين بعد أيام من شتمي وتشويهي.
الثورة نجحت والحمد لله وسيزداد نجاحها مع تجذر وعي التونسيين وابتعادهم التدريجي عن التجاذب والكراهية.
انا اليوم التمس ممن بامكانهم مدي بتسجيل صوتي لمداخلتي في قناة الجزيرة الإخبارية يوم 133 جانفي 20011 على الساعة السادسة مساء او السابعة لأني بهذه المداخلة أحسب أني ترجمت مشاعر الكثيرين في وقت مازال فيه بن علي لم يبرح مقاليد السلطة ولأني لا أرغب في شيء سوى حفظ التاريخ.
حفظ الله تونس وجنبها الفتن
وعاشت ثورتها العظيمة
مصبــــــــــــــــــــاح شنيــــــب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.