مصباح شنيب: احتدام الصراع بين نقابتي التعليم والوزارة

mosbah مصباحلقد قدم خليل الغرياني خدمة جليلة الى الحكومة باعتذاره عن قبول حقيبة وزارة الوظيفة العمومية والحوكمة فرفع الحرج عنها وعن نفسه وعالج تسرعها وحفظ ماء وجهه.
قد يتقاسم خليل الغرياني شرف التنفيس عن الحكومة مع من سعى بعيدا عن الأسماع والأنظار لترتيب هذا الأمر لكن العبرة في السياسة بالنتائج وأحسب أن الغرياني قد أحسن صنعا بالابتعاد عن أضواء حارقة والنأي عن السياسات المبسطة في الفعل ورد الفعل.
وكم هو مؤسف ألا يقدم الوزير ناجي جلول على ذات الخطوة وكان يحسن به – أيا كانت الحسابات – والتي كثيرا ما تتنزل في السياقات الثأرية أن ينأى بنفسه عن الانحدار الى هذا القاع السحيق .فالأمر ولج بعد المحظور وغدا حال المدرسة التي نسعى جميعا الى إصلاحها ينذر بأسوإ العواقب لا سيما ومساحة هامة من النزاع الحاصل مع النقابات يدور على أرضية إصلاحها.
وأ رجو أن يدرك الوزير قبل فوات الأوان أن الإدارة الإعلامية وربما الحزبية للأزمة التي دخلت بعد بيوت كل التونسيين هي خاطئة على طول الخط. فميلاد القرار النقابي ليس رهنا بيد كاتب عام أو حتى عضو مكتب تنفيذي وطني …. القرار النقابي يتخذ بعد مداولات صعبة تستغرق الساعات الطوال وليس كما يروج البعض بأن لسعد اليعقوبي يجير العمل النقابي لصالح حركة الشعب فمتى كان الأساتذة حصادا سهلا لأي مغامر سياسي أيا كان لونه.
يتعين على من يروج لهذه الترهات أن يكف عن هذه المغالطات ويتعين على الحكومة أن تعالج هذا الوضع في أقرب الاجال حتى لا يتوزع دم المدرسة بين القبائل لاسيما والتونسيون يحلمون بأن إصلاح المدرسة هو النموذج الأوفى لكل الإصلاحات الأخرى فليس من المفيد في شيء أن نضيع مزيدا من الوقت بعد أشهر انقضت في جدل فارغ لم يزد الوضع إلا احتقانا.
التونسيون مختلفون حول سياسات جلول التربوية ومن حقهم أن يختلفوا ولسنا نملك منعهم من ذلك لكن ليس من حق أحد أن يدير هذا الاختلاف على جسد المدرسة المنهك أصلا.
المدرسة لاتقبل بهذا الكم من الضجيج والحل بيد الحكومة والوزير ناجي جلول لم يعد محل رضى من فئات واسعة من المربين ولا أحسبه يرضى الإقامة في هذه المنطقة الرمادية وأحسب أن فضاءات أخرىقد تكون أنسب لنحت مصيره السياسي.
مصبـــــــــــــــــاح شنيــــــــــــــــب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.