رحيل ريم البنا الأبدي

لروحك السلام حبيبتي ريم بنا… الفنانة التي عشقت تونس أكثر من عديد التونسيين.. الفنانة التي قاومت الاحتلال بمفتاح الصول والتي قاومت ذلك المرض الاحمق الجبان بكثير من الشجاعة والصمود والفن… ريم بنا سابقى أتذكرك وأتذكر خواتمك الفضية الكثيرة واناملك الصغيرة الفاتنة، ساتذكر لقاءنا وكل الحب الذي كان ينتشر مباشرة من عينيك الجميلتين لكل الاشياء الصغيرة والكبيرة في تونس.. حبك لاكلنا ومناخنا وعصافير شارع بورڤيبة وبائع “الكاكي” ومذيع التلفزيون البائس واتقانك لكلامنا بنغمة فلسطينية “دلوعية”.. سأظل أتذكر شعرك الاسود الحالك الطويل وأيضا القصير جدا لأنه كان جميلا جدا عليك ولأن جمالك أنت لا يتوقف على شعر أو عينين أو شفتين… لأن جمالك في قوتك واملك وتشبثك بالحياة.. نحن نعلم جيدا اننا يوما ما سنموت، لكن من منا بوسعه تقديم دروس في حب الحياة مثلك وهو يشتم الموت قادمة من بندقية العدو على مقربة من شرفته ثم من دبابة ذلك العدو الغاشم الاخر الذي ما انفك يأخذ منا احسننا؟ كلنا ذاهبون لامحالة ولكن “نيالو” من يشعر مثلك انت في اقسى حالات الاحتضار انه ينعم فعلا بالحياة؟ كم من واحد في هذا العالم بفلسطينه وتونسه وجزر مالديفه وصوماله وفلوريدته كتب نصوصا والحانا وهو على فراش الموت النتن المكسو برائحة الكيمياوي وطيف عزرائيل؟ كم من واحد مغرم بالحياة مثلك انت وشعر باكتفاء غريب فغادر بلا كيمياوي بلا خوف بلا ندم؟
لروحك السلام صديقتي الرقيقة والفنانة والمحبة والبطلة والمقاومة والصامدة ريم بنا… اثر الفراشة لا يزول

هناء الطرابلسي