لاقت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة رفضا عربيا ودعما للموقف المصري، بعد انتقاده من جانب الكيان المحتلّ.

جاء ذلك وفق مواقف رسمية صدرت أمس الجمعة 5 سبتمبر 2025 عن السعودية وقطر والكويت والأردن وفلسطين ومجلس التعاون الخليجي.

السعودية

قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إنها تدين “التصريحات المتكررة من قبل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، بما في ذلك عبر معبر رفح، واستمرار استخدام الحصار والتجويع لفرض التهجير القسري”.

وأكدت أن ذلك يعد “انتهاكا جسيما للقوانين والمبادئ الدولية وأبسط المعايير الإنسانية”، كما شددت على أن المملكة “تجدد دعمها الكامل للأشقاء بمصر في هذا الصدد”.

قطر

من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية- بشأن رغبته في تهجير الفلسطينيين، بأنها تمثل “امتدادا لنهج الاحتلال في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وازدراء القوانين والاتفاقيات الدولية، ومساعيه المسمومة لقطع الطريق أمام فرص السلام، لا سيما حل الدولتين”.

ورأت أن “سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين، بما في ذلك حرب الإبادة الجماعية الوحشية المستمرة على قطاع غزة، وجرائمه في الضفة الغربية، وانتهاكاته للمقدسات الدينية، ومخططاته لتوسيع المستوطنات وتهويد القدس، وقيوده لمنع دخول المساعدات الإنسانية للمدنيين، لن تنجح في إجبار الشعب الفلسطيني على مغادرة أرضه ومصادرة حقوقه المشروعة”.

وشددت الخارجية القطرية على “ضرورة اصطفاف المجتمع الدولي بعزم لمواجهة السياسات المتطرفة والمستفزة للاحتلال الإسرائيلي، لتجنّب استمرار دوامة العنف في المنطقة وتمددها إلى العالم”.

الكويت

أما وزارة الخارجية الكويتية فقد اعتبرت، في بيان، أن تصريحات نتنياهو تعد “انتهاكا صارخا لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابلة للتصرف، وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

وأكدت الخارجية الكويتية “رفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين”.

كما دعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى “التحرك العاجل لإنهاء الإبادة والعقاب الجماعي، ووقف سياسة التجويع وتوسيع المستوطنات”.

وشددت الخارجية الكويتية على أن “السلام العادل والشامل لن يتحقق دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 4 جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

الأردن

قالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، إنها “تدين بأشدّ العبارات التصريحات العدائية المرفوضة التي يطلقها متطرفو الحكومة الإسرائيلية بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وآخرها تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة عبر معبر رفح”.

واعتبرت الخارجية الأردنية ذلك “خرقا فاضحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتعديا سافرا على حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في البقاء على أرضه، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من جوان 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.

وجدّدت التأكيد على “رفض الأردن المطلق لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، باعتباره جريمة حرب ستتصدى لها المملكة بكل إمكانياتها”.

وأكدت على “دعم الأردن لموقف الأشقاء في مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من غزة، ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية”.

فلسطين

كذلك نددت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، بهجوم نتنياهو على مصر، معتبرة أنه اعتراف إسرائيلي رسمي بمخططات التهجير في قطاع غزة.

وفي بيان، أدانت الخارجية الفلسطينية “التصريحات والمواقف الاستفزازية التي صدرت عن نتنياهو، والتهم الباطلة والهجوم غير المبرر على مصر”.

وثمنت الوزارة “مواقف مصر الداعمة لقضايا وحقوق الشعب الفلسطيني، ووقوفها الدائم إلى جانب قطاع غزة ومواطنيه في وجه جرائم الإبادة والتهجير”.

مجلس التعاون الخليجي

ومن جانبه، أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، في بيان، بـ”أشد العبارات التصريحات غير المسؤولة والخطيرة الصادرة عن رئيس وزراء قوات الاحتلال الإسرائيلية بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”.

واعتبر أن هذه التصريحات تمثل دعوة علنية لاقتراف جريمة تطهير عرقي مكتملة الأركان، وانتهاكا صارخا لكافة المواثيق والأعراف والقوانين الدولية”.

ودعا البديوي “المجتمع الدولي بكافة أطرافه إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية بشكل عاجل، واتخاذ إجراءات حازمة وفورية لوقف هذه الممارسات والتصريحات الخطيرة، ومنع تفاقم الأوضاع بما يهدد استقرار المنطقة والعالم”.

مزاعم إسرائيلية

ويذكر أن نتنياهو زعم في مقابلة مع قناة عبريّة أن “هناك خططا مختلفة لكيفية إعادة إعمار غزة، لكن نصف السكان يريدون الخروج من غزة”، مدعيا أن “هذا ليس طردا جماعيا”.

ومضى في مزاعمه قائلا “أستطيع أن أفتح لهم معبر رفح، لكن سيتم إغلاقه فورا من مصر”، مدعيا أن “الحق في الخروج من غزة هو حق أساسي لكل فلسطيني”.

والجمعة، قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إنها تستهجن تصريحات نتنياهو، وأكدت أنها “لن تكون أبدا شريكا في تصفية القضية الفلسطينية، أو أن تصبح بوابة للتهجير”، مشددة على أن هذا الأمر خط أحمر غير قابل للتغيير.

وعقب نتنياهو عبر بيان لمكتبه، زاعما أن مصر “تفضل سجن سكان غزة داخلها”، وذلك في أول رد على تصريحات القاهرة الرافضة لأي تهجير للفلسطينيين من القطاع، التي ترتكب فيه تل أبيب بدعم أمريكي إبادة جماعية منذ نحو عامين.

*الجزيرة