مصباح شنيب: حظ الوطن (تطاوين) من المشاريع الكبرى

mosbah مصباحاستبشر أهل تطاوين بانعقاد المنتدي الدولي للاستثمار وعلقوا عليه امالا عراضا  لتمويل بعض المشاريع ذات الطاقة التشغيلية لاستيعاب المعطلين عن العمل وإحداث التنمية التي ظلت وعودها عالقة تأبى النزول على الأرض  ومناط أملهم ما تزخر به جهتهم من ثروات باطنية فضلا عن توفر مساحات شاسعة تشرق عليها شمس ساطعة خلال أغلب أيام السنة ورياح عاتية تمكن من استثمار واسع في الطاقة الشمسية و الهوائية.

وكانوا ينتظرون أن توقع الحكومة مع الأطراف المانحة خلال المنتدى على  عدد من المشاريع تؤسس لنواة صناعية لا سيما والخطاب السياسي المسوق لهذا الحدث الاقتصادي الهام لم يفتأ يكرر على الأسماع بأن جهات الداخل ستفوز بنصيب الأسد من ثمرات هذا المنتدى وذكر في سياق ذلك القصرين وقفصة وسيدي بوزيد وقابس وجرجيس وغابت تطاوين تماما عن الداخل ولم يجر ذكرها على أي لسان واستخلص البعض أن الجهة غائبة تماما عن خيال الحكومة فلا هي في الداخل ولا في الساحل وردد اخرون أن اللعنة القديمة ما تزال تلاحق الجهة وبعبارة أخرى ستظل تطاوين مجرد مهب للرياح دون أن يلتفت إليها أصحاب القرار.

صحيح ،ان وعود الاستثمار لم توضع بعد مواضعها بل قد لا يفي الواعدون بها بما وعدوا أصـلا ،وصحيح أنه قد يكون من السابق لأوانه الحكم على التصرف في التمويلات الموعودة ، غير أن  تغييب الجهة إسما ورسما لا يشي بالطمأنينة ولا يبرهن عن كونها في بال الحكومة موقعا استثماريا محتملا. وهذا له بالغ الأثر في نفوس الناس الذين ترسخ لديهم بعد تجارب مؤلمة أن الحكومة ووعودها لا تعدو أن تكون برقا خلبا والأمثلة على ذلك كثيرة بل إن أهالي الجهة يتذكرون جيدا كيف تعمد الحكومة الى افتكاك المشروع بعد الاخر إرضاء لجهات أخرى واستجابة لحسابات سياسية.

إن ما رشح عن عرض مشروعين احدهما للطاقة الشمسية (8 م وات ) والاخر للفلاحة ببرج الخضراء التي تبعد عن تطاوين ما يزيد عن 300 كلم لا يلبيان المطلوب لرمزية المشروع الطاقي ولبعد الاخر عن العمران بما يجعل النزوح جنوبا أمرا مشكوكا فيه فضلا عن عدم تسرب ما يفيد أن مستثمرا ما قد أعلن عن تحمسه لتنفيذهما.

وطالما أن الممنوح من الأموال لا يعرف الى الان – عدا بعض المشاريع الكبرى المعلنة – في أي مجال سيصرف فإنه يتعين على الحكومة أن تتحرى العدل في توزيعها وأن تبذل قصارى جهدها في استثمارها في مـا ينفع الناس ويعود عليهم وعلى الدولة بالفائدة. وهذا لن يحصل إلا متى أقلعت أطراف عديدة عن التدخل تحت عناوين بالية لتوجيه إرادة الدولة وأموالها نحو هذه الجهة أو تلك.

مصبــــــاح شنيـــــــــــب

 

 

 

 

 

 

 

ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.