الثقافة التونسية تفقد أحد رجالاتها: الشاذلي القليبي

الثقافة التونسية تفقد أحد رجالاتها: الشاذلي القليبي

فقدت تونس اليوم الاربعاء 13 ماي 2020 وفي الخامسة والتسعين من عمره واحدا من رجالها الأستاذ الشاذلي القليبي الذي تولى الإدارة العامة للإذاعة والتلفزة التونسية من غرة ماي 1958 حتى 17 جوان 1962 وهو ثاني مدير عام بعد المرحوم البشير المهذبي .

عمل الاستاذ الشاذلي القليبي حسب معاصريه على تطوير البرمجة الإذاعية حجما ونوعا واصطباغها بالطابع الثقافي من خلال البرامج الأدبية وارتفاع انتاج المسرح الإذاعي وبرامج المرأة والأطفال والبرامج الترفيهية، إضافة إلى تأكيد دور الإذاعة في مرافقة بناء دولة الاستقلال وتأمين التواصل بين الزعيم الحبيب بورقيبة وكافة أفراد الشعب وقد لعبت الإذاعة التونسية في تلك الفترة دورا مهما باعتبارها كانت وسيلة التواصل الجماهيري الوحيدة في البلاد قبل تأسيس التلفزة التونسية في 31 ماي 1966.

شهدت فترة الاستاذ الشاذلي القليبي على رأس اللإذاعة و التلفزة التونسية انطلاق البرامج باللغة الفرنسية بصيغتها التونسية و التي أصبحت تسمى بداية من سنة 1962 ” البرنامج الدولي” .وقد كانت هذه البرامج بالفرنسية تبث في شكل محطة اذاعية تابعة إلى إذاعة باريس وقد تمت تونستها في أوائل فيفري 1960 لما غادر آخر موظف فرنسي إدارة الإذاعة التونسية. واضيفت سنة 1962 إلى البرامج الفرنسية برامج أخرى بالإنجليزية والإيطالية والألمانية.

لعب الاستاذ الشاذلي القليبي دورا في بداية الإعداد لبعث التلفزة التونسية عام 1966 وكان المنصب الذي تولاه يجمع الادارة العامة للاذاعة والتلفزة باعتبار صدور أمر علي في 25 أفريل 1957 يتعلق بإنشاء الإذاعة النظرية أي التلفزة وقد استمر الإعداد لها منذ صدور هذا الأمر إداريا ثم تلت ذلك مراحل أخرى تقنية حتى انطلاق البث في 31 ماي 1966. وقد شهدت فترة الأستاذ الشاذلي القليبي وللمرة الأولى إحداث ربط تلفزي بين تونس وإيطاليا حتى يتمكن التونسيون من متابعة الألعاب الأولمبية التي جرت في روما في صائفة 1960 وشارك فيها عداؤون تونسيون . ومنذ ذلك التاريخ أصبح التونسيون الذين يملكون جهاز تلفزة يتابعون برامج القناة الايطالية الأولى راي أونو أرضيا بطبيعة الحال واستمر ذلك لسنوات. وقد انطلق الاعداد الفعلي لإنشاء التلفزة في نهاية 1962.

كانت للأستاذ الشاذلي القليبي خصال إنسانية جعلته محبوبا من جميع الذين اشتغلوا في الاذاعة والتلفزة التونسية في تلك الفترة حسب معاصريه ثم استمرت هذه العلاقة وتطورت من خلال المناصب التي تولاها الاستاذ الشاذلي القليبي في الحكومة والتي كانت في مجال متصل بالاعلام والثقافة وقد كان أول وزير للثقافة في تونس وقد أنهى مسيرته أمينا عاما لجامعة الدول العربية لما انتقلت الى تونس وإثر ذلك خصص الاستاذ الشاذلي القليبي وقته للبحث والتأليف.
.رحم الله الاستاذ الشاذلي القليبي.

سلسبيل