تعميق النقاش حول ” الحراك الشبابي ” بتطاوين

تعميق النقاش حول ” الحراك الشبابي ” بتطاوين

مصباح شنيب

نشرت بالأمس مقالا حول شيطنة التنظم لاعتقادي الراسخ بأن التنظم أيا كان نوعه حزبيا او منظوميا اوجمعياتيا هو ضرورة لا مناص منها بدونها ينفرط العقد وتهدر التجربة مخلفة وراءها اليأس والقنوط ومزيدا من الانطواء. وكنت أدرك سلفا بأن قولي سيثير ردود أفعال متباينة لكني اليت على نفسي الا أتعامل مع شبابنا بمنطق ” مـا يطلبه المستمعون ” لأن المساندة النقدية – في تقديري – هي أقوم السبل لإدراك الأهداف المرسومة. ولقد أسعدني التفاعل السريع مع ما كتبت سلبا وايجابا ولم يقلقني ذلك لأن النقاش لا يكون مثمرا الا بسيره في دروب الاختلاف والتباين بل ان نقاشات بينية دارت على جداري لتصحيح بعض الاراء. وفهم البعض من حديثي النظري عن ” التنظم ” غير ما قصدت اليه خصوصا عندما ذكرت بكونه كان مطلبا تاريخيا لدى جزء من المعارضة أيـام دولة الاستبداد. وسال حبر خاثر حول مسيرتي السياسية التي انطلقت في لحظة قاتمة من تاريخ تونس الراهن والقريب جدا حتى أن عرضها للتقييم يصبح نوعا من التجني لقصر مدتها وعدم أهميتها القصوى في النضال التاريخي للشعب التونسي للتحرر من ربقة الاستبداد. وتبينت كم يكون التاريخ مزعجا عندما يكون صادقا ويضعنا وجها لوجه امام ألحقيقة الصماء وتدفقت تعليقات غريبة ودون ان يكون لها اي سند في النص قوامها المعلن والمضمر بما يعني أني أسوق تجربتي المحدودة في الزمان أصلا تجاريا استثمره في حاضري المنتهي بل زعم اخرون بأنه أضحى حائط مبكى اسفح عنده أدمع هزيمتى أمام شباب يحمل مشعل التاريخ… ودار الكلام قريبا من المعنى الذي اوردته بأسلوبي لأبلغه بشكل أنصع وأبهى الى كل أصدقائي المتحمسين جدا للتاريخ الذي يصنعه شبابنا والى الاخرين المشفقين على التجربة من الودائع المسمومة. وإزاء كل ما سال من إسهال لفظي املاه على الناس أمل يومض في الأفق فإني أنبه الى أن الطريق طويل والزاد قليل والعثور على فرصة عمل حق مشروع لايجسده واقعا كريما خيمة تنصب في رأس كل شارع وفي بداية كل زنقة. لا أقول هذا من باب تثبيط العزائم لكن لمجرد التنبيه بأن اليقظة ليست الا إفاقة ترسم للبداية وطفرة بشرية يزدحم بها شارع لا تعني أكثر من بداية واعدة. وليس أفضل من العقل الذي يرسم الخطة ويقرأ الواقع قراءة سليمة حمى الله شبابنا من غوائل الخيال وأرشده الى السبل غير المعبدة لأن السبل المطروقة مليئة بالدسائس واللصوص. مصبــــــــــــــاح شنيـــــــــــــب