تسعى النخبة التونسية دائما إلى التصدي لموجة تهديم الحضارات و طمس الثقافات من خلال إصرارها على تنظيم التظاهرات الثقافية و خاصة منها التي تذكرنا بالماضي الجميل لإستشراف مستقبل أفضل و تأصيل روح الوطنية في الأجيال القادمة. من أهم هذه التظاهرات نذكر المهرجان الدولي للقصور الصحراوية بتطاوين الذي ينتظم هذه السنة في دورته التاسعة بعد الثلاثين تحت شعار “الاصل ثابت و الفرع في السماء” و هو شعار إستهل به السيد عادل البريني الناطق الرسمي بإسم المهرجان الندوة الصحفية التي إنتظمت يوم السبت 3 مارس بأحد نزل العاصمة تمهيجا لليوم الترويجي بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة الذي دأبت هيئة المهرجان على تنظيمه قبيل كل دورة لتذكير متابعي المهرجان به.
ينتظم المهرجان الدولي للقصور الصحراوية بتطاوين هذه السنة من 21 إلى 24 مارس الجاري, جرت العادة أن يستضيف المهرجان العديد من الفرق الموسيقية و الفلكلورية و الرياضية من مختلف الجهات بتونس و ايضا من العديد من الجنسيات الأجنبية على غرار بلدان المغرب العربي و بلدان عربية و أيضا العديد من البلدان الآسوية و من أروبا الشرقية, ستنزل 100 جنسية ضيفة على تطاوين هذه السن.
تتميز هذه الدورة بنظيم 120 طلعة بالمناطيد ستكون فرصة لمتابعي الدورة إكتشاف روعة صحراء تطاوين ة التمتع بسحر كثبانها الذهبية و نخيلها الشامخ.
تزامنا مع المهرجان ينتظم معرضا للصناعات التقليدية ينطلق يوم 19 مارس في إطار دعم الديوان الوطني للصناعات التقليدية للمهرجان.
نذكر أن الميزانية المرصودة لهذه الدورة ناهزت ال230 ألف دينارا تتمثل في 80 ألف دعم من وزارة الشؤون الثفافية مع خلاص جملة من ديون المهرجان للدورة الفارطة, أما دعم وزارة السياحة فقدر ب 50 ألف دينار فيما ساهمت ولاية تطاوين بمبلغ 90 ألف دينار و البلدية ب 10 آلاف دينار و تمثلت مساهمة الشركات البترولية في ميزانية المهرجان من خلال توفير الإقامة للمشاركين في المهرجان من أجانب و تونسيين.
يتخلل البرنامج الرسمي للمهرجان جملة من الندوات الفكرية تستهل يوم 21 مارس إلى غاية 23 مارس سيكون موضوعها الأساسي “الموروث الثقافي في خدمة المجتمع و التنمية” مع التركيز على التراث المتنوع بتطاوين. يأثث هذه الندوات الفكرية ثلة من كبار الأساتذة منهم 6 أجانب, ترافق هذه الندوات رحلات موجهة داخل أغلب القرى البربرية بالجهة.
لن تتخلف الفروسية عن هذه التي هي من أهم ميزات الجهة و الجنوب عامة من خلال تنظيم سباق وطني للقدرة و التحمل و سيتم تنظيم اول معرض دولي لجمال الخيول بالجنوب التونسي. ستشهد ساحة المهرجان عرض إضاءة, أيضا لن تغيب السهرات الشعرية و الغناء البدوي عن هذه الدورة فهي فقرة قارة تستهل بسهرة الصوت بقصر أولاد دباب يوم 21 مارس ستخللها أهازيج بدوية تعود بالحاضرين ألى الماضي الجميل. يوم 22 مارس ستكون السهرة بقصر الزهراء مع سهرة ألف ليلة و ليلة أما يوم 23 مارس ستحتضن ساحة السوق الأسبوعية سهرة “الموقف”
لم تهمل إدارة المهرجان الجانب الرياضي حيث سيتم تنظيم سهرة دولية في الرياضات الفردية “كيك بوكسينغ” بالمركب الثقافي بتطاوين.
أما البوم الإختتامي سيشهد حضور السيد محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية الذي سيشرف على بعث المركز الدولي لتراث المشافهات بتطاوين و إدراج القصور الصحراوية بالتراث العالمي. ينطلق حفل الإختتام مع عرض ملحمي على الساعة الثالثة مع ملحمة نجع البادية و إستعراض الفرق المشاركة من مهاري و فرق نحاسية للجيش الوطني و إستعراض الفرق المحلية و الوطنية و عروض الفروسية المحلية و الوطنية و الاجنبية. أيضا المحفل و الواردة و العرس التقليدي ستكون ضمن برنامج اليوم الإختتامي.
من المنتظر أن تختتم الدورة الرسمية بعرض للزيارة بملعب المرحوم نجيب الخطاب.
سارة السعيدي