الانتصاب الفوضوي مناف للسلوك المدني

الانتصاب الفوضوي مناف للسلوك المدني

مصباح شنيب

قبل المضي في تحليل هذه الظاهرة التي عمّت شوارع المدن وأنهجها تحت ذريعة الحق في ” أكل الخبزة ” أريد أن استسمح بعض النشطاء الذين امتشقوا أقلامهم مشكورين للدفاع عن أبناء بلدتهم من الذين لا رزق لهم غير الرصيف يبسطون عليه خضارهم وغلالهم في الحرّ والقرّ، استسمحهم لأني قد أجرح أحاسيسهم الرقيقة إذا أنا أدنت هذه الظواهر المعمقة للفوضى في مدينة تجهد قدر طاقتها لتكون مدينة ..
لم أكن أجرؤ على طرح هذا الموضوع قبل إصلاح سوق الخضر فالناس كما يقول إخواننا المصريون ” عاوزة تأكل عيش ” .. اليوم وقد جهز السوق فكيف نهجره الى الرصيف حيث الشمس والغبار وحيث انتفاء كل مقتضيات الصحة وحيث وحيث …

اعتقد انه من المعيب ان يتسابق الخضارة الى العودة الى الأرصفة العارية بعد ان قامت البلدية يما سمحت به إمكانياتها بإدخال الإصلاحات اللازمة على سوق الخضر والغلال .. احسب أنه لم يبق لإخواننا الخضارة من مبرر للعودة الى تعطيل شارع بأكمله وسد أبواب
الرزق على عشرات المتاجر.

ما يناهز سنوات عشر ونحن نكابد الفوضى ونلتمس الأعذار لوضع شاذ ما كان ينبغي ان يتواصل طوال هذه المد ة
الذين غادروا السوق او انتصبوا هنا وهناك وفضلوا الرصيف نرجوهم أن يعمروا السوق المعد خصيصا لهم وأن يقطعوا مع هذا السلوك الذي تأباه المدينة.

ختاما ليس بوسعنا الا إدانة الاستمرار في إنعاش الفوضى

مصبـــــاح شنيـــــــب