تعاني مدننا من الاختناق المروري ومن التوزيع اللامنطقي للفضاءات العمومية حتى ليجزم الملاحظ أنها لم تخضع لتخطيط مسبق ولا هي خاضعة لمثال تهيئة اشتغل عليه المعماريون واجتمعت من أجله الهيئات المختلفة قبل إقراره نموذجا مكتملا لمدينة متوازنة توفر مختلف المرافق لمتساكنيها.
المدن على الورق شيء وفي الواقع شيء اخر تماما وأصل الداء المواطن الذي تدفعه أنانيته الى انتهاك مقومات المدنية التي وضعت أصلا لخدمته وخدمة شركائه من المتساكنين…وتتحمل البلديات التي انقضت عهدتها مسؤولية عظمى في التفريط في حقوق المواطنين عبر تقديم خدمات الى البعض بعنوان المحاباة والتفويت في بعض المرافق من حدائق وبناءات وساحات وغيرها من المنشات تحت ذرائع واهية مما يجعل مستقبل المدينة عرضة للتشويه ويسبب لمواطنيها الشقاء فالمدرسة بعيدة عنهم والمعهد أشد بعدا وفضاءات الترفيه في مناخ قاس لا وجود لها والفضاءات التجارية التي توفر للمواطنين مستلزماتهم معدومة ويعمل اخرون من ذوي المال على الحيلولة دون وجودها حماية لاحتكارهم للتجارة التي لا تشبع رغبتهم بل يضيفون اليها التهريب وألوانا أخرى من التحيل.
واذا كات بعض الإصلاحات باتت مستحيلة فإن البعض الاخر ما زال متاحا والأهم من كل ذلك الا نعيد أخطاء الماضي وأن تنفذ القوانين كل القوانين حماية لمدينة المستقبل.
ملاحظة : لا يذهبن في بال البعض أنني أمهد بهذا للترشح لعضوية المجلس البلدي
فذلك غير وارد مطلقا.
مصبــــــــاح شنيـــــــــب