وَصَفَ القرآنُ الكريمُ أصحابَ الكهفِ بأوصافٍ مُحبَّبةٍ تَعكِسُ ما يَحمِلهُ شُخوصُ القَصَّةِ وأبطالُها من قِيَمٍ تُمثِّلُ مَطلبَ الإيمانِ بالله وحده، قال تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى). وفي خبرِ أصحابِ الكهفِ أنَّهم فرُّوا بدينِهم من مَلكٍ ظَهرَ في مدينَتهم فعبَد الأصنامَ وعبَّدَ قومهُ، فانصرفَ هؤلاء الفتية عنه إلى كهفٍ خارج المدينةِ فارّين بدينهم. تجتمعُ الرِّواياتُ على أنَّ الفتيةَ كانوا على دينِ عيسى ابن مريم عليه الصَّلاةُ والسَّلام، وأنَّ اسم الملك الكافر دَقيوس أو دَقَنيوس، واسمُ المَدينةِ التي يحكُمُها أفسوس أو يُقالُ طَرَسُوس، ومنها خرج الفتيةُ خوفاً من الملكِ على دينهم وأنفسهم، وكانَ تعدادُهم سبعةً كما رجَّحَ المفسِّرونَ استشهاداً بما ذكره القرآن الكريم، قال تعالى: (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا)، وفي ذلك قيل إنّ نفيَ التِّعدادينِ الأول والثّاني ظهر بإتّباعهما جملة (رجماً بالغيب)؛ بمعنى قذفاً بالغيب بغير تثبُّتٍ أو دليلٍ، ثم استأنف التّعدادَ ليفصِحَ عن العددِ الحقيقي، فكانوا سبعةً وثامنهم كلبهم، والله أعلم.
يذهب المؤرخون إلى أن مدينة دقيانوس تقع بالجنوب التونسي بولاية تطاوين و بالتحديد بمعتمدية شنني, يقول المؤرخون أيضا أن كهف أهل الكهف يقع في أعالي واحد من جبال المنطقة حيث سميت هذه القرية ب”الرقود السبعة” و يتداول أهالي المنطقة أن القبور الموجودة هناك هي لأهل الكهف في حين روى لنا الشاب أنيس و هو مرشد سياحي أصيل المنطقة أبى إلا أن يدرس تاريخ المنطقة و يتعمق فيه حتى ينير الناس و يفند الأسطورة المتداولة. فبادرنا أنيس بالقول و أنارنا فقال: ” صحيح أن أهل الكهف يرقدون بهذه المنطقة وراء حائط و العلم عند الله وحده إن كانوا لازالو موجودين.” و عن القبور العملاقة الموجودة في باحة أمام الكهف قال أنيس :” هده القبور هي لعمالقة العهود الغابرة حيث كان أناس تلك العصور يبلغ طولهم أكثر من 10 أمتار, أيضا زار هذه القبور العديد من الباحثين من جميع الجنسيات و ذهب فريق من الباحثين الأمريكان إلى أن إصطحبوا آلات صونار من آخر الإختراعات’ و تبين وجود عظام آدمية لكن من المستحيل التنقيب عليها حيث توجد في مستوى عميق جدا.”